ما هي ليلة القدر.. وقتها، علاماتها وافضل الأعمال فيها

 

ليلة القدر وعلاماتها

ما هي ليلة القدر.. وقتها، علاماتها وافضل الأعمال فيها:

ليلة القدر، مصطلح يتردد بكثرة هذه الأيام بين المسلمين بشكل عام خاصة في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك التي تعد الميقات الخاص بانتظارها. وأي مسلم مهما كانت طبيعة ثقافته أو الدولة التي ينتمي إليها يقدس هذه الليلة بشكل خاص. ولهذا الأمر دون شك أسباب دينية عديدة. سوف نعرفها سويا عبر السطور القليلة القادمة كما سوف نتعرف أيضا على الكثير من المعلومات حول تلك الليلة المباركة التي ربما لا يعرفها الكثير من المسلمين. وهذا ما يجعلك تستشعر عظمتها بشكل أفضل بالتأكيد.

لماذا لم يحدد الدين الإسلامي موعد ليلة القدر بشكل دقيق؟

هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تحدثت عن علامات تبين موعد تلك الليلة. إلا أنها لم تحددها بالضبط. وقد أوضح بعض المسلمين أنها ليس لديها موعد ثابت. فهي في رمضان في إحدى الأعوام الهجرية كانت في ليلة الثالث والعشرين من هذا الشهر الفضيل. وفي عام آخر كانت في ليلة الخامس والعشرين من الشهر، وهكذا.

وأوضح الرسول صلى الله عليه وسلم أنه لم يحدد موعد الليلة خوفا من ألا يصلي الناس إلا فيها. وذلك طبقا للحديث الشريف: "لولا أن يترك الناس الصلاة إلا تلك الليلة لأخبرتك". والذي أخبر به صلى الله عليه وسلم بعد أن سأله عبد الله بن ونيس حول الليلة التي يبتغي فيها ليلة القدر.

وقت ليلة القدر:

لكن في نفس الوقت ما سبق لا يعني أن الأمر يسير بعشوائية بل على العكس تماما. فليلة القدر موعدها ثابت وهو في العشر الأواخر من شهر رمضان. كما أنها تكون ليلة فردية من هذا الشهر. فتكون ليلة الحادي والعشرين من رمضان أو الثالث والعشرين أو الخامس والعشرين وهكذا.

إذن فلا يمكن أن تكون في ليلة الثاني والعشرين من رمضان على سبيل المثال لأنها ليلة زوجية. كما أنها لا يمكن أن تكون في ليلة  الأول من رمضان. وذلك لأنها ليلة خارج نطاق العشر الأواخر من شهر رمضان. وتستمر هذه الليلة حتى مطلع الفجر.

ومن الضروري أعزائي القراء قبل أن نترك هذا البند على وجه التحديد أن نبين أن احتساب الأيام والليالي في الشهور الاسلامية والتقويم الهجري يختلف كلية عن احتسابها في الشهور الشمسية والتقويم الميلادي. فالشهور الشمسية يبدأ اليوم من النهار ونهايته تكون في الليل.

بينما في الشهور القمرية نجد أن اليوم يبدأ من الليل وينتهي في النهار. معنى هذا أن ليلة الثالث والعشرين من رمضان على سبيل المثال لا الحصر سوف تكون تلك الليلة التي تلي مباشرة صباح يوم الثاني والعشرين من هذا الشهر. وليست الليلة التي تلي صباح يوم الثالث والعشرين منه.

فضل تلك الليلة المباركة:

الفضل الأشهر بين أوساط المسلمين هو أن تلك الليلة المباركة هي التي نزل فيها القرآن على النبي محمد صلى الله عليه وسلم لأول مرة في غار حراء. إلا أن الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله وأحد أئمة تفسير القرآن الكريم في العصر الحديث، أوضح أن فضل هذه الليلة ومكانتها الكبيرة عند رب العزة موجود بالفعل حتى قبل نزول القرآن الكريم فيها. وفي ليلة القدر بالمناسبة لا تستطيع أن تؤذي الشياطين أو تضر إلى أن تنتهي. كما أنه في تلك الليلة يكتب بها ما سوف يجري أو ما يقدر في هذا العام.

علامات ليلة القدر: 

هذا ويعرف المسلمون موعد مجيء ليلة القدر من خلال مجموعة من العلامات التي أخبر عنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته الشريفة. وتمثلت هذه العلامات أولا في حالة الطقس الذي يكون رطبا. فلا هو شديد البرودة ولا هو شديد الحرارة. كما أن الشمس في الصباح الذي يلي تلك الليلة تكون مشرقة بضوئها فقط. كما أن مظهر القمر في تلك الليلة لا يكون بدرا. وإنما يكون كالصحن. وتكون الليلة منيرة بدرجة كبيرة. بل وفي تلك الليلة أيضا يشعر المسلم بانشراح الصدر والطمأنينة.

أفضل الأعمال في ليلة القدر:

ولعل أبرز الأعمال التي يؤديها المسلمون في ليلة القدر هي دون شك صلاة التهجد. والتي تبدأ في العموم في ليالي العشر الأواخر من شهررمضان. وهي إحدى السنن الهامة في مثل هذا الوقت. والتي يتم تأديتها بعد صلاة التراويح. وهب يجب ألا تقل عن ركعتين. ويمكن أن يصلي المسلم بعدها صلاة الوتر التي يجب أن يكون عدد ركعاتها فردية لينال ثواب أكبر.

أيضا من أفضل الأعمال في تلك الليلة العظيمة دون شك الدعاء الذي يكون مستجابا في تلك الليلة المباركة. وقد كان صلى الله عليه وسلم يكثر في تلك الليلة من هذا الدعاء (ربّنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار). في هذه الليلة أيضا من الأفضل قراءة القرآن فيها وتلاوة الأذكار. فكل ما سبق يجعل المسلم يحصل على ثواب كبير.

أدلة وجود ليلة القدر من القرآن والسنة النبوية:

وأكثر هذه الأدلة شهرة دون شك هي السورة القرآنية الكريمة التي سميت باسم تلك الليلة العظيمة المباركة (سورة القدر): "إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها، بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر".

كذلك هناك آيات محكمات من القرآن تتحدث أيضا عن ليلة القدر هي: "إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ، فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ". كما نجد حديث صحيح للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول: تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان. فضلا عن حديث آخر نصه: من قامَ ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدَّم من ذنبه.





وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-