ما هي أضرار التدخين الصحية؟

 

ما هي أضرار التدخين الصحية؟

لا شك أن أضرار التدخين الصحية تحتاج إلى مجلدات كاملة وليس مجرد مقال مهما بلغ عدد كلماته. لكننا هنا حاولنا جمع بعض المعلومات الهامة حول تلك الأضرار مع سردها بصورة مبسطة بعيدة نسبيا عن تعقيدات المصطلحات الطبية، كي يدرك الناس مدى خطورة الأمر، ويكونوا كذلك على وعي تام بأن إقلاعهم عن التدخين لا يعني توفير المال وحسب. وإنما ما هو أبعد بكثير من ذلك. وهو الحفاظ على حياتهم وحياة من حولهم ممن يتعرضون لسموم السجائر بفضل تدخينهم إياها وهم على مقربة منهم.

طريق مؤكد نحو تعاطي المخدرات:

إذ أن أغلب أنواع المخدرات المنتشرة في مختلف المجتمعات البشرية، تعتمد في تعاطيها أساسا على التدخين. نذكر على سبيل المثال لا الحصر الحشيش والبانجو. ومع تعودك على كميات معينة وبانتظام من النيكوتين الذي يمثل المادة المهدئة التي يسعى للحصول عليها كل مدخن من السجائر، نجد أنه يتم إغراؤك وبسهولة لتناول المخدرات التي تحتوي على مواد أشد تأثيرا على جهازك العصبي بما يجعلك على حد اعتقادك تستمتع بنشوة أكبر، فتقبل عليها بمنتهى السهولة.

وطبعا نحن لسنا في حاجة لتعريفك بأضرار المخدرات الصحية. بل نزيدك من الشعر بيتا بالقول عن صعوبة الإقلاع عن المخدرات ربما بدرجة أكبر من صعوبة الإقلاع عن التدخين. بل إن تدخين بعض أنواع المخدرات هي بوابتك نحو تجربة أنواع أخرى أكثر خطورة منها سعيا وراء متعة أكبر زائفة كالهيروين والكوكايين وغيره. والتي تؤدي إلى تدمير كلي لجسمك. وبالتالي إلى الوفاة.

تأثيرات في منتهى الخطورة على الرئتين والجهاز التنفسي:

وكيف لا؟ ودخان السجائر بالأساس يدخل على الرئتين بما يحويه من نيكوتين وقطران. فأما النيكوتين فيتم امتصاصه ووصوله إلى الدم عبر الحويصلات الهوائية في الرئة محدثا تأثيره كمادة عصبية. وأما القطران فيترسب في الرئة وفي الحويصلات مسببا لها أضرارا بالغة كالالتهابات والأمراض الخطيرة التي تؤثر على مدى كفاءتها في عمليات التنفس. بما يكون لذلك من آثار سلبية للغاية على أنشطتك اليومية المختلفة.

وبالمناسبة مثل هذه التأثيرات لا تكون من نصيب من يقوم بالتدخين فقط. بل كذلك من حول المدخن يعانون من مثل هذه الأمور مع تعرضهم بصورة منتظمة لدخان سجائره. فقد أثبتت إحدى الدراسات العلمية أن المدخن السلبي يتناول ثلث سيجارة المدخن العادي الذي يشعلها إلى جواره. إن الإقلاع عن التدخين كذلك لا يعني عودة الرئة إلى طبيعتها قورا أو في وقت قصير. وإنما يستغرق الأمر وقتا طويلا نسبيا كي تستعيد الرئتان عافيتهما من جديد.

أضرار مخيفة على الحنجرة:

حيث إن شرب السجائر بصورة منتظمة يؤدي إلى تأثيرات على الحنجرة المسؤولة عن إطلاق الصوت في كلام الإنسان. فيخرج صوته غليظا بصورة بشعة. ربما يفرح المراهقين الذكور بهذا في بداية الأمر، وذلك لكون أن علامات البلوغ هو أن يصبح صوت الإنسان الذكر غير حاد أو ضعيف النبرة كما في النساء والأطفال. 

لكن المرأة المدخنة تعاني من هذا الأمر كونها تفقد صوتها الأنثوي المميز بسبب تلك المشكلة. كما أن الرجال في حد ذاتهم عند النضج وبعد سنوات متعددة من التدخين يكون بأصواتهم نبرات شاذة وناشذة بخلاف الصوت الغليظ الطبيعي للرجل بسبب ذلك التدخين الذي كان على المدى الطويل. بالإضافة إلى احتمالية مرتفعة نحو الإصابة بسرطان الحنجرة الذي يصعب علاجه بشكل كبير. ويؤدي إلى الوفاة في معظم الحالات التي أصيبت به.

مشكلات تتعلق بالشهية والجهاز الهضمي:

فمن المعروف أن التدخين يتسبب في فقدان الشهية. ويرجع هذا لتأثير النيكوتين نفسه. لذلك فإن أغلب المدخنين يعانون من سوء التغذية وفي أحيان كثيرة من النحافة. ربما ذلك يؤدي إلى عدم قدرة المدخن أيضا على القيام بأنشطته اليومية لأنه لا يملك الطاقة من الأساس لذلك لأنه لا يتناول كميات كافية من الطعام للحصول على تلك الطاقة. كذلك يتسبب التدخين في مشاكل بالمعدة كزيادة الحموضة. بل وفي مشاكل بالأسنان والفم. كزيادة التسوس واصفرار الأسنان. مع رائحة الفم الكريهة. كما أن التدخين من الممكن أن يكون أحد العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة أو الكبد أو القولون.

التدخين سبب مباشر لأمراض القلب:

إننا نجد أن أغلب حالات الجلطات وانسداد الشرايين والذبحة كانت لأشخاص يدخنون باستمرار وبانتظام. أيضا كفاءة القلب تقل بشكل كبير بالنسبة للمدخنين. كل هذا بالطبع يكون له تأثير على حالة الجسم بشكل عام. وذلك نظرا لكون القلب مسؤول عن ضخ الدم الذي يحمل الغذاء والأكسجين لكافة أنحاء الجسم. ومعنى وجود أي مشكلة به أو بالشرايين التي تنقل هذا الدم، أنه سوف تكون هناك مشاكل في أعضاء الجسم أو بعضا من أعضائه حسب الأجزاء التي تأثرت من الجهاز الدوري داخل الجسم. هناك الكثير من الحالات التي أجرت عمليات تركيب دعامات للشرايين وعمليات قلب مفتوح وكانت بالفعل مدخنة شرهة. وهناك حالات منها لم تتمكن من النجاة بعد تلك العمليات وتوفت أثناءها أو بعدها مباشرة.

أثر التدخين على الأجنة :

وهذا يظهر جليا في حالة المرأة المدخنة. حيث إن حملها وولادتها غالبا ما يشوبه صعوبات عديدة من آثار التدخين. كما أن السجائر تعمل على زيادة نسب تشوهات الأجنة بشكل كبير. كما أن نسب الإجهاض والأطفال المبتسرين تزداد في حالة ما إذا كانت الأم مدخنة. بل نسب موت الأطفال بعد الولادة ترتفع بشكل كبير في حالة الأمهات المدخنات. 

التدخين والسرطان:

فكثيرا ما قد ارتبط التدخين خاصة في الإعلانات التحذيرية منه بالسرطان. خاصة سرطان الرئة والحنجرة، وقد تحدثنا عنهما في فقرات سابقة من هذا المقال. فضلا بالطبع عن أنواع أخرى من السرطانات قد أشرنا إليها أيضا. أضف إلى كل ذلك احتمالية إصابة مرتفعة بسرطان البنكرياس والبروستاتا والثدي وغيرها. وغالبا ما يرجع العلماء والأطباء أن التدخين من العوامل التي تؤدي إلى الإصابة بالسرطان لعدة أسباب. من ضمنها أنه يسبب الالتهابات بشكل مستمر في عدد من أعضاء الجسم كالرئتين والحنجرة. فضلا عن وجود بعض المواد التي ثبت أنها مسرطنة يتم تعاطيها أثناء التدخين كالاسيتالدهيد مثلا.

دور التدخين في إضعاف القدرة على التحمل:

وبصراحة لم نجد أفضل من هذا التأثير الصحي للحديث عنه في ختام مقالنا. حيث إنه يرتبط بشكل مباشر بالهدف من التدخين في حد ذاته. وهو ذلك الاعتقاد الخاطئ الموجود في عقول الكثير من المدخنين. بل وسببه توجهوا بملء إرادتهم نحو تلك العادة السيئة. فهم يعتقدون أن التدخين يحسن من مزاجيتهم، ويجعلهم قادرين على تهدئة أعصابهم والتحكم في انفعالاتهم وكذلك أنهم سوف يستطيعون أن يقوموا بالتفكير الهادئ.

لكن إذا نظرنا إلى الواقع، فسوف نجد أن التدخين فقط يعمل على تعويد الجسم على النيكوتين. ومن ثم يتوقف جهازك العصبي عن إفراز المخدرات الطبيعية. وبالتالي تصبع عبدا للتدخين حتى تحصل على احتياجاتك الطبيعية من النيكوتين عوضا عما قد توقف إفرازه. كل هذا يجعلك بالطبع غير قادر على التحمل وتعاني دوما من التوتر والعصبية والانفعال الزائد في حالة عدم التدخين. وهي أعراض يمكن التخلص منها بعد فترة ليست بقصيرة من الإقلاع عن التدخين.




وضع القراءة :
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-